انتُخب الفرنسي جان تود رئيساً جديداً للاتحاد الدولي لرياضة السيارات (فيا) اليوم الجمعة في باريس خلفاً للبريطاني ماكس موزلي
وقال فاتانن: "يبوحون لك ثلاث مرات بأنهم يشاركونك القيم الديموقراطية ذاتها وينظرون في عينيك وهم يقولون هذا الأمر، ثم بعدها يصوتون في اتجاه معاكس. إنه أمر مخيب للغاية، ليس بالنسبة إلي بل لكل الديموقراطية".
وأضاف: "أتوجه بالتهنئة لجان تود لكن بالنسبة لفيا فإنه شيء آخر".
وكان فاتانن (57 عاماً) اتهم الاتحاد الدولي ورئيسه موزلي بالانحياز لمصلحة تود، وهو مصيب في اتهامه بشأن الرئيس السابق لأن الأخير أعرب عن تأييده للفرنسي بشكل واضح وعلناً.
ولم يكن فوز تود مفاجئاً بتاتاً لأن جميع التوقعات كانت تشير إلى أنه سيكون خلف موزلي، ونجح مدير فيراري السابق البالغ من العمر 63 عاماً في كسب الغالبية العظمى من الأصوات ليحسم هذه المعركة الحامية لمصلحته.
معركة ساخنة واتهامات
ولم تكن المعركة بين الرجلين "سلسة" بل تخللتها اتهامات من الطرفين، آخرها لتود الذي اعتبر أن فاتانن يلجأ إلى وسائل "وسخة" في حملته الانتخابية، مشيراً إلى أن الفنلندي لم يقدم ورقة عمل مفصلة حول الإصلاحات التي يريد إدخالها إلى الاتحاد الدولي.
واتهم تود في رسالة وجهها إلى جميع الأندية الأعضاء في الاتحاد الدولي منافسه باستعمال وسائل "هجومية شخصية" و"ادعاءات مغلوطة" من أجل تلميع صورته.
أما فاتانن فقدم نفسه على أنه رجل إصلاحي يسعى إلى بناء علاقات قوية مع الأندية الأعضاء وهو أراد أن يظهر قيادة مرتكزة على القيم المشتركة وأن يرفع سمعة فيا إلى المستوى الذي يستحقه.
وكان فاتانن معارضاً لسياسات فيا وهو وجه دعوة إلى وكالات استشارية دولية من أجل أن يقوموا بتقرير حول العمل الذي يقوم به فيا وعن بنيته المالية منها والإدارية.
نهاية حقبة وبداية أخرى
سيترك موزلي المنصب الذي استلمه منذ 1993 بعد أن بدأ حياته في عالم السرعة كسائق هاو، ثم أسس بعدها شركة خاصة لتجهيز السيارات، وقد وجدت النجاح في عالم الفئة الأولى، ما فتح الباب أمامه ليكون في أواخر سبعينيات القرن الماضي المستشار القانوني الرسمي لاتحاد فرق الفورمولا وان المؤسسة التي مثلت الفئة الأولى عالمياً.
أما بالنسبة لتود فهو كان انفصل مؤخراً وبشكل نهائي عن فيراري بعد أن انضم إلى المصنّع الإيطالي عام 1993.
وأنهى تود كل الروابط مع "الحصان الجامح" خلال الجمعية العمومية لحاملي أسهم الشركة، وقد ذكرت صحيفة "توتو سبورت" الإيطالية أن تصفية أعمال تود مع فيراري، ربما تكون مقدمة لترشيح نفسه إلى رئاسة الاتحاد الدولي للسيارات "فيا"، وقد أصابت في توقعها.
وكان تود (63 عاماً) انضم إلى فيراري عام 1993، ولعب دوراً أساسياً في عودة "الحصان الجامح" إلى ساحة الألقاب ابتداء من عام 1999 عندما توج الفريق الإيطالي بطلاً للصانعين، ثم في الأعوام الخمسة التالية بطلاً للصانعين والسائقين مع السائق الألماني ميكايل شوماخر الذي أسدل الستارة على مسيرته الأسطورية.
وخاض تود غمار العديد من رياضات السرعة فكان مديراً عاماً في فريق بيجو الفرنسي في بطولة العالم للراليات حيث قاد الأخير للقب العالمي عامي 1985 و1986 مع نسخة 205 المزودة بشاحن هوائي "توربو" حيث كان الرجل الأساسي وراء تطوير هذه السيارة، ثم طرازات أخرى من بيجو وفي العديد من السباقات ك "لو مان" في التسعينات.
وكان تود خلف استقدام شوماخر إلى فيراري عام 1996 من بينيتون وإلى جانبه المدير التقني روس براون.