هى آلة خشبية قديمة تستخدم في الضرب اندثرت منذ اكثر من زمن
والتي نالت بلسعاتها الحارة أطراف كثير من الطلاب في السابق
ولا ينسى أغلبهم ما تحدثه تلك الآلة من أثر مؤلم على الأقدام
كما يتذكر الطلاب آنذاك مقولة آبائهم للمدرسة حين الحاق ابنائهم بها
( لكم اللحم ولنا العظم ) في اشارة إلى موافقة ولي الأمر على تأديب
ابنه وايقاع العقوبة عليه من قبل المعلم في حال الإهمال أو عدم
إتمام الدرس من جهة، وإيماناً منه بالوظيفة التربوية الهامة التي
يضطلع بها المعلم من جهة اخرى.
وتعيد أجواء المدرسة إلى الاذهان ذكريات لا زالت تلازم الآباء لما
كانت عليه أساليب تأديب الطلاب قبل عقود من الزمان في ظل
متغيرات عدة حفل بها سجل التعليم على الصعيدين التربوي
والتعليمي. وتعمل بعض حالات العقاب حالياً (على قلتها) والتي
يتعرض لها بعض الطلاب داخل الفصول، على نبش ذاكرة قدامى
التربويين والمعلمين الذين عاصروا تغيرات وتطورات التعليم في
البلاد، فيما يلوم كبار السن الآن ابناءهم على عدم التميز والتفوق في
التحصيل الدراسي وسط ما يعيشونه من اجواء خالية من آلات
الضرب والعقاب، كما يسمعون من يتحلق حولهم من الابناء قصصاً
من الماضي تتضمن فصولاً من أساليب العقاب التي كانت سائدة في
زمانهم وتؤيدها الطبيعة الإجتماعية القديمة التي كانت
تتسم بشيء من القسوة آنذاك.
ولا يغفل القدامى من آباء، معلمين ، وطلاب شهدوا
مراحل التعليم المختلفة منذ نشأتها ابتداء بما يعرف بنظام
«الكتاتيب» والحلقات التعليمية البدائية ومروراً بالمدارس النظامية
وانتهاء بالمجمعات التعليمية والمدارس الحكومية، أن يتناولوا في
أحاديثهم وجلساتهم ذكريات الفلكة
أو (الفلقة) كما يطلق عليها البعض.
وعلى الرغم من تباين وجهات النظر حيال طرق التأديب حالياً لدى
التربويين والمعلمين وأولياء الأمور التي يعتبر الضرب والإيقاف
أبرز أساليبها من فريق يتحسر على زمن إجازة التأديب بالعصا،
نظراً لما يصفونه بالتمرد من قبل بعض الطلاب، بعد قرار وزارة
التربية والتعليم بمنع ضرب الطالب، ويسترجعون ذكريات الماضي
حيث كان الطالب في تصورهم مؤدباً وخلوقاً، إضافة إلى أنه في
حال تفكيره بالإقدام على المشاغبة أو إهمال الدروس فإنه يعرف
يقيناً أن عصا «الخيزران» ستكون بانتظاره، مشيرين إلى أن عملية
تقنين الضرب بطريقة تحد من تجاوزات الطلاب داخل الفصل
وإهمال دروسهم، ستساهم بشكل كبير في ضبط سلوكيات الطلاب
وتحفيزهم بشكل غير مباشر على مذاكرة الدروس بشكل أكثر
اهتماماً، كما كان في «أيام زمان»، الى فريق آخر يرى ان لا
جدوى من الضرب، الذي هو عادة قديمة وقاسية لم يعد لها مكان في
زمن التربية الحديث.
ويؤكد البعض على أن علاقة الطالب بالمعلم حالياً ليست على ما
يرام، على خلاف الماضي وقت أن كان الطالب ينظر الى أستاذه
بإجلال. وبالعودة الى العقاب بواسطة «الفلكة» التي لا تزال عالقة
في أذهان الآباء ويسترجعون ذكرياتها بابتسامة ممزوجة بشيء من الألم البريء.
ولكن نريد أن نتبادل الآراء
هل للفلكه دور في التربية؟
وهل تؤيدها خاصة في الوقت الحاضر؟
وهل اصبح الطالب يهاب من الأستاذ ام العكس؟