حضر إلى العيادة رجل فى الأربعين من عمره يشكو من أعراض اكتئاب وضعف جنسي، ولما سألته عن زوجته أجاب أنها هي السبب، فسألته كيف؟ فقال إنه في اليوم التالي لزفافهما (الصباحية) وجدها تبكى عندما استيقظ من نومه في الصباح فسألها ما يبكيها ؟ فأجابته أنها لا تحبه، وأنها كانت تحب رجلا آخر ولكنه تزوج منذ مدة من امرأة أخرى، وأخذت تصف له ملامح الرجل الآخر ولون عينيه وشعره وطوله وغير ذلك من صفاته، فعرض عليها أن يطلقها طالما أنها لا تحبه، ولكنها رفضت لأن أهلها لن يقبلوا ذلك وسوف يؤذونها لو طلقها، وطلبت منه أن يحفظ سرها وأنها إنما أخبرته لثقتها به، ولكن المؤلم لزوجها للآن أنه برغم حفاظه عليها إلا أنا مازالت تتمعن وتتفحص وجوه من تقابلهم من الرجال بحثا عن شبه لذلك الرحل الذي كانت تحبه، حتى إذا وجدت لون عينيه هتفت في زوجها لقد كان لون عينيه مثل هذا الرجل الذي هناك، وإذا وجدت رجلا في وسامته وطوله هتفت فيه أيضا أنه كان في مثل طول هذا الرجل .. وكانت كل تلك التصرفات تستثير الغيرة في نفس زوجها الذي كان يعتقد أن ذلك الذي في نفس زوجته مجرد تعلق عاطفي لا يلبث أن يزول بمعاشرته لها بالحسنى، ولكن مرت السنوات وأنجبا ثلاثة أطفال وما زالت تصرفات الزوجة وكلامها عن الرجل الذي كانت تحبه بنفس الطريقة مما جعل الزوج يلجأ إلى ضربها مرات عديدة وحاول تطليقها مرات عديدة ولكن رفضها للطلاق ووجود الأطفال كان يجعله يتراجع عن الطلاق، ولكن مشاعر الغيرة تنهشه على زوجته من ذلك الرجل الذي لا يعرفه.
وأتوقف هنا لأوجه بعض الأسئلة إلى القارئ: ما رأيك في مشاعر الغيرة لدى هذا الرجل (الزوج)؟وهل هو محق فيها ؟ وماذا كنت تفعل لو أنك مكانه تعاشر مثل هذه الزوجة؟ لاشك أنك أيها القارئ مقدر لمشاعر هذا الزوج ومتفهما لها وترى أن من حقه أن يغار، لأن زوجته آلتي اختارها وتزوجها ويعيش معها تعطى وجدانها ومشاعرها وتفكيرها بل وكل كيانها الذهني لرجل آخر غيره، وذلك شعور مؤلم ومحبط أن تحب شخصا وتعاشره وتخلص له ويتجه هو بمشاعره لغيرك دون اهتمام بما يسببه لك من أذى في المشاعر .. وإذا كنا نتفق أيها القارئ ونؤيد هذا الرجل في مشاعر الغيرة التي تنهشه وتحبطه وتجعله أحيانا عدوانيا وقد يضرب زوجته، فنحن نتفق على أن هذه غيرة طبيعية تفاعلية ورد فعل طبيعي لتصرفات
(2)
الزوجة .. من ذلك يمكننا أن نخلص إلى أن هناك غيرة طبيعية لها أسباب ومرسبات واقعية، وتتفاوت شدة مشاعر الغيرة طبقا لتلك الأسباب الواقعية.
ويمكننا أن نعرف الغيرة الطبيعية بأنها شعور غير مريح من انفعالات مختلطة من الغضب والحب والخوف تجاه آخر محبوب سواء كان هذا الآخر زوجة (حبيبة) أو صديق أو أخ أو والد أو والدة أو ابن أو ابنة، وتنشأ مشاعر الغيرة من إحباط التوقعات المفترضة لدى طرف المحب فيتولد الغضب تجاه المحبوب في نفس الوقت الذي يخشى فقدانه (أي فقدان المحبوب) كموضوع للحب، فيكون الشعور بالخوف من فقده ورغبة الاحتفاظ به في صراع مع مشاعر العدوان المتولدة من الإحباط ويكمن خلف مشاعر الخوف والإحباط الشعور أساسا بالحب لهذا الشخص .
وإذا تقصينا أطراف الغيرة نجد أن طرفها الأول هو الشخص الغيور آي المتألم من مشاعر الغيرة، وطرفها الثانى شخص المغار عليه وهو موضوع الحب وموضوع الغيرة، وقد يكون شخصا كما أسلفنا وقد يكون شيئا أو مكانا أو حتى موطنا يرتبط به صاحب الغيرة ويعانى من تملك شخص آخر له وسيطرته عليه أو استعماله (إذا كان شيئا مفضلا)، والطرف الثالث هو الشخص الذى يغار منه (المنافس) وهو الشخص الذي يشعر الغيور أنه مفضل من المحبوب ومحل اهتمامه، وعادة ما يكون هدفا للعدوان من الشخص الغيور فيحاول النيل منه بشتى السبل وقد يصل الأمر إلى مقاطعته وتجنب التعاملات معه في حالات الغيرة الطبيعية، أو يصل إلى إيذائه أو حتى قتله في حالات الغيرة المرضية .
والغيرة المرضية تختلف عن الغيرة الطبيعية إما في شدة مشاعر الغضب والعدوان أو في عدم وجود عوامل ترسبها في تصرفات شخص المحبوب أوالشخص المغار منه، أي أنه لا توجد أي تصرفات تستحث مشاعر الغيرة من وجهة نظر الآخرين المحيطين بأطراف الغيرة، أي أنها مشاعر غيرة غير مبررة وتضر بتكيف الشخص الغيور وتؤثر على حياته الاجتماعية والنفسية بل وقد تنعكس على حالته الجسمية، وأذكر مثالا لها ذلك الرجل الذى أحضر مع زوجته للعيادة بواسطة أبنائه الكبار المتزوجين وعندما سألت عن شكواه أجاب بأن هذه السيدة (مشيرا إلى زوجته) خائنة وأنها تخونني منذ تزوجتها من سبعة وثلاثين عاما، ولقد سبق أن طلقتها مرتين وأرجعتها، وكنت سأطلقها اليوم للمرة الثالثة والأخيرة إلا
أن أبنائي طلبوا منى
(3)
أن أوجل الطلاق لبعد أخذ رأيك يا دكتور، ولقد استجبت لطلبهم ولكنى سأطلقها، وبينما كان يتكلم نظرت إلى زوجته التي كانت سيدة في الخمسينيات من عمرها وجدتها تبكى، فطلبت من الجميع الانصراف وتركه وحده معي، وأخذت أستفسر منه عن تفاصيل الخيانة وأدلته عليها، فلاحظت أن الخيانة مجرد وهم في رأسه وأن أدلته واهية وأنها مجرد تصرفات عادية لأي زوجة، وفى نهاية الجلسة النفسية طلبت منه أن يؤجل موضوع الطلاق لما بعد أن يهدأ انفعاله ويكون قد نال قسطا وافرا من النوم، لأنه كان لم ينم منذ ثلاثة أيام، وأعطيته علاجا دوائيا وطلبت حضوره في جلسة نفسية في اليوم التالي، فحضر في الموعد هادئا ولم يتكلم عن الطلاق وإنما عن نفسه وحياته وصراعاته الداخلية وتوالت الجلسات إلى أن صرح بواقعة الخيانة التي شهدها في مراهقته وكانت أمه طرفا فيها، فصدم وقاطعها دون أن ينطق بذلك لأى أحد إلا لى فى تلك الجلسة النفسية، واستطاع فى الجلسات التالية أن يستوعب أن الخائنة هي الأم وليست الزوجة ن وأنه أحل الزوجة محل الأم بشكل لا شعوري واتهمها دون خيانة اقترفتها .
ونلاحظ من ذلك أن الغيرة الطبيعية يتوقع حدوثها وأنها مبنية على أساس تصرفات واقعية خاصة بشخص المحبوب وقد ترتبط بحدث أو موقف معين، وتظل ثابتة فقط فى حالة استمرار سلوك المحبوب أو خيانته المستمرة، أما الغيرة المرضية فتتضمن مفهوما أساسيا من الاعتقاد أو الشك فى خيانة المحبوب دون أن يكون له أساس من الصحة، أي أن أفكار الغيرة غير منطقية، ويتفاعل معها صاحب الغيرة (أو الغيور) وليس مع وجود أو غياب دليل يدعمها، كما أنه يعمم تفاعلات وأفكار ومشاعر الغيرة فى مواقف مختلفة وفى أوقات مختلفة ومع منافسين مختلفين، ويترتب على سلوكيات الغيور غالبا مشاكل مع شخص المحبوب كالمشاجرات والضرب والطلاق وأحيانا القتل، أو مشاكل مع المنافس فى صورة مشاجرات وعدوان تجاهه يصل إلى درجة القتل .. وإذا كانت الغيرة من الناحية الوجدانية (كما أشرنا) معقدا انفعاليا من الخوف والحب ولغضب فإن دلائلها تظهر فى مجالين آخرين هما:
النواحى المعرفية والسلوكية خاصة فى حالات الغيرة المرضية كما يلى :-
أولا : المجال المعرفى : وهو مجموع الأفكار والذكريات وإدراك الأمور وفهمها، وفى حالات الغيرة المرضية توجد أفكار تلقائية محتواها شكوك فى وفاء وإخلاص شخص المحبوب، مع خيالات وأفكار فى صورة تساؤلات عن أين كان ومع من وماذا كان يفعل؟ ، وترتبط تلك
(4)
الأفكار مع ما يناسبها من كوامن الذاكرة، حيث تطفو على السطح كل ذكريات الخيانة والتى تدعم أفكار الخيانة والاتهام لشخص المحبوب، وبذلك يصبح الغيور مهيئا عقليا لإدراك الأمور كما يفكر فيها، فيدرك تصرفات المحبوب بصورة خاطئة، أى يفسرها تفسيرا خاطئا، فإذا كان الغيور زوجا فيرى أن نظرة زوجته إلى المنافس (الطرف الثالث) تحمل معانى الحب والإعجاب والوعد باللقاء وأنهما من خلال تلك النظرة يرتبون مكان وموعد اللقاء، إلى غير ذلك من التفسيرات التى تجسد أفكار الشك والغيرة.
ثانيا: المجال السلوكى : وهو مايأتيه الشخص من تصرفات، وفى حالة الغيرة المرضية وبعد أن لونت الأفكار مع المشاعر المتضاربة إدراك الشخص الغيور، وترتب على ذلك سوء تفسير تصرفات المحبوب فإنه أصبح لا ينقصه إلا الدليل على تأكيد الشكوك والاتهامات، ولذا فإنه يبدأ فى سلوكيات البحث عن دليل، وتلاحظ فى الاستجوابات المتواصلة لشخص المحبوب فى صورة أين كان؟ وماذا فعل ؟ وبماذا يفكر؟ مع مناقشات حول الخيانة واتهامات، وعند ذهاب المحبوب لمكان آخر كالعمل مثلا يتابعه بالتليفون أو يفاجئه بزيارة لمكان عمله، أو يتبعه خلسة إلى حيث يذهب، أو البحث فى ملابس المحبوب وتفتيش خصوصياته وقراءة مذكراته اليومية واستلام بريده، والتصنت على مكالماته التليفونية، وأحيانا يستأجر مخبرا سريا لمتابعته ومعرفة كل ما يقوم به خارج البيت، وفى بعض الحالات يفرط فى ممارسة الجنس مع الشريك بغية إشباع المحبوب واستمالته، وأحيانا يحاول تجنيب المحبوب مقابلة أى من أفرد الجنس أو حتى مجرد رؤيتهم فى المجلات أو التليفزيون أو حتى مجرد ذكر أسماء أى منهم على مسامع المحبوب .. وأحيانا يكون سلوك العنف أحد مضاعفات الغيرة المرضية، وقد يكون لفظيا وجسديا وأحيانا يصل إلى درجة القتل، وكثير من جرائم القتل يكمن خلفها الغيرة دون أن يتضح ذلك لمحققى الشرطة، حيث أن الغيرة معقدة يصعب الوصول إليها من خلال تحقيقات سطحية تهدف إلى تحديد أركان الجريمة وصولا إلى إقامة القانون.
الغيرة والشخصية
ولعل القارئ يتساءل الآن لماذا يغار شخص ويمرض بالغيرة دون آخر؟ وهل هناك نوع معين من الشخصية أكثر ميلا للغيرة ؟ .. والإجابة هي أنه لكل شخص تركيب شخصية معين يتضمن جهازا قيما يزن به الأمور فيجعل له منظورا مختلفا عن الآخرين تجاه الأمور الحياتية المحيطة به، ومرضى الغيرة المرضية لديهم رؤية شخصية للأمور تختلف عن
(5)
الأسوياء، ولقد أكد ذلك أحد العلماء عام (1989) بدراسة شخصية مجموعة من النساء المصابات بالغيرة المرضية وقارنهن بمجموعة من النساء السويات باستخدام مقياس أيزنك للشخصية (الذي يقيس سمات الشخصية من خلال رصد سمات الانطوائية فى مقابل الانطلاق والميول العصابية والذهانية والكذب)، فوجد أن مريضات الغيرة سجلن معدلا أعلى وبدلالة إحصائية فى سمات الانطوائية والعصابية والذهانية مقارنة بغيرهن من السويات، ولم يجد لديهن ارتفاع فى سمة الكذب .. ومعنى ذلك أن المصاب بالغيرة المرضية تكون شخصيته إنطوائية لا يميل للاختلاط بالآخرين، قليل الأصدقاء، قليل الطاقة والكلام، يميل للتفكير الكثير، قليل الثقة بالآخرين، أما سمة العصابية فتشير إلى الصراعات الداخلية التي تكمن خلف مشاعر عدم الأمان ونقص الثقة بالنفس ونقص اعتبار الذات والدونية وتناقض المشاعر تجاه الذات والآخر والتي قد تعكس الشعور بأنه غير جذاب مقارنة بغيره من أبناء جنسه، وأما سمة الذهانية فتشير إلى نقص الفهم للواقع وسوء الحكم على الأمور وعدم الربط (أو الفهم) المنطقي للأحداث مع الميل لخلق أفكار غير منطقية وغير مبررة.
العوامل المهيئة لحدوث الغيرة :
ترجع إلى الطفولة المبكرة حيث تتكون الثقة الأساسية فى الآخر من خلال علاقة الأم بوليدها، فبعد الولادة تكون علاقة الطفل الأساسية هي بالأم، وتعد هذه العلاقة هي الأساس لاستمرار حياة الطفل، ولذلك فإنها علاقة فى غاية الأهمية للطفل، فمنها يستمد البقاء ومع البقاء الشعور بالأمان على وجوده، ويعى من خلالها أن هناك آخر يشبع له احتياجاته الجسدية والنفسية، فإذا كانت الأم مهتمة وحريصة على إشباع طفلها أخذت فى ذهن الطفل صورة الأم الطيبة، وزرعت فى نفس الطفل الشعور بالثقة فى الآخر، وهى الثقة الأساسية التي سوف تؤثر فى كل علاقاته اللاحقة من الاطمئنان إلى الآخر والثقة فيه، وإذا كانت الأم مهملة وغير مهتمة بطفلها فإنها تأخذ فى ذهن الطفل صورة الأم السيئة، وتزرع فى نفس الطفل الشك فى استجابة الآخر لمطالبه واحتياجه للإشباع، فيشك فى الآخر وتهتز الثقة الأساسية وتتأثر بذلك كل علاقته اللاحقة فيغلب عليها الشك والريبة دون مبرر لذلك .. والطفل عندما يخطو إلى عامه الثاني ويبدأ فى المشي مستقلا عن الأم لتأكيد أنه آخر مستقل يود الاحتفاظ بمشاعر الأمان التي وضعت أسسها فى المرحلة السابقة (العام الأول)، فإذا وضعت الأم طفلا آخر فى هذا التوقيت وأعطته اهتماما يخل بعلاقتها بطفلها الأول، فإن ذلك يفجر مشاعر الغيرة المبكرة
(6)
ويهز الثقة الأساسية التي تكونت فى العام الأول، ويتكون لدى الطفل شعورا أن هناك قادم سوف يأخذ منى محبوبتى (أمي)، ولسوف أخاف وأغار من أي قادم جديد.
وهناك عوامل أخرى تهيئ الشخص لأن يصاب بالغيرة المرضية منها التعليم السابق فى مراحل حياته المختلفة من خلال معايشته لنماذج من الخيانات، فذلك يجعله متوقعا للخيانة من شخص المحبوب(مثال ذلك المريض الذي طرحت قصته)، .. وهناك العوامل الثقافية فى البيئة التي يعيش فيها الشخص طوال حياته والتي تساهم فى تكوين منظوره للأمور، فالشخص الذي ينشأ فى بيئة ترسخ فى ذهنه أنه لا أمان للنساء وأن من طبيعة حواء التقلب، وأن الظن من الفطنة، وأن الزوج آخر من يعلم، فسوف يغلب على نظرته الشك والارتياب، وكذلك المرأة التى نشئت على أنه (يا مئامنه للرجال يا مئامنه للمية فى الغربال) وأن الرجال عيونهم زائغة يتربصون لأي امرأة، فسوف يغلب على نظرتها عدم الثقة وتتولد لديها أفكار الغيرة .. ويهيئ أيضا لحدوث الغيرة وجود نقص جسمي يستشعره الشخص ويحدث لديه داخليا نقص اعتبار الذات، مثل القصر الواضح أو الطول المفرط أو النحافة أو البدانة أو التشوهات الخلقية أو الإعاقات الجسدية.
ومن العوامل المرسبة التى تبرز الغيرة وتظهرها وجود حدث حياتي مفجر لمشاعر النقص لدى الغيور مثل كبر السن لسيدة كانت معتزة بجمالها وشبابها، أو ظهور فتاة جميلة فى محيط زوجها، أو إصابتها بمرض يقلل أنوثتها، أو إصابتها باكتئاب نفسي وما يصاحبه من مشاعر سالبة تجاه الذات.
من كل ما سبق نلاحظ أن الغيرة المرضية تحدث لشخص يكون مهيأ لها بسمات شخصيته وخبراته الحياتية السابقة، مع وقوع حدث فى محيطه اليومي ينشط أفكار الغيرة التى تتدفق ومعها مشاعر انفعالية معقدة ويصاحبها سلوكيات البحث عن أدلة للخيانة مع إساءة تفسير لكل ما يحدث فينتج من كل ذلك مشاعر عدائية تنعكس على معاملة المحبوب فتجعله ينفر من الشخص الغيور، فيؤكد النفور من شكوكه وغيرته فتزداد حدة انفعالاته وعدوانه، وهكذا يدخل فى دائرة مفرغة تبعد المحبوب من ناحية وتزيد من غيرته من ناحية أخرى.
(7)عـلاج الغـيرة:
وعلاج الغيرة المرضية يكون بتشخيص الأسباب التى تكمن خلفها، فإذا كانت اضطرابا ذهانيا أعطى علاجا لذلك مع جلسات نفسية، وإذا كانت ناتجة عن صراعات نفسية فالعلاج النفسي هو الأساس، والذي يكون فى صورة فهم الديناميات النفسية الداخلية وتعديل صورة كل من الذات والآخر وصولا إلى تعديل الأفكار الداخلية من خلال التعامل مع الذكريات المشوهة وتصويب المشاعر وتلافى أخطاء الإدراك والتفسيرات الخاطئة للأحداث.
دكتور
محمود عبدالرحمن حموده
أستاذ ورئيس قسم الطب النفسي بطب الأزهر
والحاصل على جائزة الدولة في الطب النفسي